اشرفت انوار احمد في الوجود الواحدي الوائلي طول عمره يا علي يا علي يا علي صلى الله على محمد وعلي محمد
صلى الله عليك
يا ابا عبد الله
صلى الله عليك يا ابن رسول الله
يا ليتنا كنا معكم سيده
ونفوز فوزا عظيمة
سلام عليك ابا الشهداء
سيدي اترعتني دنياك
حتى اذا جئت انا جيك اجفلك الواحي
وتهاوى شعري امام خطيب عبقري اقمته من جراحي
لم تفجر لذاك
يهدر بالحق لتروي قرائح المداحي
بل لنحيا شعيره
ماردا يبعث للمجسل من من اضاحي
ويذيب الليل العتيب بما يبعث في قلبه من الارواح
رونا
رونا اننا ضماء الى طف جديد يعيدنا للكفاح
سلام عليك ابا الشهداء
نريد ان نطل على دنياك هذه الليلة
ودنياك منذ بدأ الدنيا مفعم بالعطاء
ولكن عطاءها المتفجر في عنفوانه
يبتدئ من مثل هذه الليلة
لقد طرح ابا الشهداء
في مثل هذه الليلة اول ما طرح معركة القيم
وقف الحسين سلام الله عليه
يطرح معركة القيم قبل ان يطرح
معركة الدم
واول ما بدأ
ما نقلته لنا النصوص
التي وردت عن الطف يقول المؤرخون
خرج ابا الشهداء
فنظر الى جيش كأنه الشيل الجارف
اقبل يمينا وشمالا
الى ان احاط بالمخيم وملأ الشاحة
ووقف الحسين ينظر الى الجيش كأنه الشيل
فرفع رأسه الى السماء
قال اللهم انت ثقتي في كل كرب
ورجائي في كل شدة
وانت لي في كل امر نزل بي ثقة وعدة
الهي كم من كرب يضعف فيه الفؤاد
وتقل فيه الحيلة
ويخذل فيه الصديق
ويشمت به العدو
انزلته بك
وشكوته اليك
رغبة فيك عن من شواك
ففرجته وكشفته
فانت ولي كل نعمة
ومنتهى كل رغبة
وصاحب كل حسنة
لما اطال النظر الى الجماهير
وندت في عينيه الكريمتين دمعة
فهرولت اليه اخته في الكفاح
قالت ابا عبد الله
ارى عينيك قد دمعت
هذا موقف انا ما عهدتك تقف مثله ابدا
العيون عجيز عليها الدامعة
انا اعرف صلابتك
مدى صلابتك اعرفها
اخي ما هذا البكاء
قال اخي والله
انا ابكي من اجل هؤلاء يدخلون النار بشبابي
ارأيت النفس عندما تشم وتكبر
كيف تعلو على الحقد
ارأيت الروح الكبيرة
كيف تأبى ان تقاضي حتى من جاء ليقاتلها
وقف يدكي
لان هؤلاء سيدخلون النار بشبابه
هذا نموذج من مجاج ارجو ان نضعه بجانب
ونضع بالجانب الاخر مجاجا اخر
ارشلت هند خلف وحشي
قالت يا وحشي
لقد قتل لي محمد اباء تكرع انوفهم قبل شفاههم بالماء
واريد منك ان تأخذ لي بثاري
ولا ثار لي الا واحد من ثلاثة
اما محمد بالذات
او علي او حمزة ابن عبد المطلس
يقول فاقبل
جعلت اترقب
رأيت النبي تحوط به قومه
لا شبيل الى الوصول اليه
ونظرت
الى علي ابن ابي طالب فرأيته حذرا مرشا
كثير الالتفات
كأنما عيناه في ظهره
فقلت لا شبيل الى الوصول الى هذا
ورأيت حمز عن بعد
وكنت اراه قبل ذلك
وبقيت اترقب
الى ان حمل
وندت به فرسه الى المشرع
فزلقت وشقط الى الارض
فرأيتها فرصتي
فهزست الحربة حتى اشتفيت منها
ثم طعمته طعنه
اتت عليه
سمعت اصحابه ينادونه ابا عمارة
ابا عمارة وهو لا يجيبهم
فادركت ان الطعنة قد نفدت
عدت الى هند اخبرتها
يقول اقبلت وهنا موضع الشاهد
رجل يقف على مستجر الرماح
التي جاءت لتشجره
يقف عليها ويبكي
لان هؤلاء الذين حملوا هذه الرماح سيدخلون النار بسببه
وامرأة وقفت على قتيل بعد ان قتل
حمدت الى شكين اخرجتها
مرقت بطنه
قطعت اصابعه
جدعت انفه
جدعت اذنه
عمدت الى جملة من اعضائه شوهتها
ثم ااوت الى الكبد
فلم يبرد لها غليل حتى وضعت الكبد في فمها تلوكها
يقول احد الشعراء
اعملت ذئبة النشاء بكبد الليث نابا
لعل تشفي الغليلة
فدعيها للدود
اطهر نفسا منك يا هند
واترك المأكولة
زوجك الذئب
كان اطهر نفسا
والخشيس المرضول
يهوى الرذيلة
كالعريش الشكير
كالعريش الشكير عب الشمولة
اوليس الشرحان
جد يجيد اورث الولد طبعه والهيولة
انظر الى يمينك والى شمالك
نق البصرك بين هذين المنظرين
عين سند فيها الدموع
لان قاتلها سيدخل النار بشببها
وعين تقر
وتنادي رافعة عقيرتها نحن جزيناكم بيوم بدري
والحرب بعد الحرب ذات شعر
وقفت لتأخذ الكبد فتلوكه
اي نسبة بين هذين الموقفين
واي مجال للمقارنة بين هذين المجاجين وبين هذين الاتجاهين
شوا ان هنا انعكاسات روح النبوة
وهنا انعكاسات روح الجاهلية
وشتان بين هذا وهذا
واي قيمة يمكن ان تطرح في موقف اثمن من هذه القيمة
وقف الحشين يطرح القيام
وقف ليضرب اشمل امثل في النوبل
وليرتفع على من خرج لقتاله
واحدة من المفردات
التي احتضنتها واقعة الطب
رواها لنا المؤرخون
قيمة اخرى
وقف الحشين
ينظر الى من جاء بهم الى المعركة
وما جاء الى المعركة الا بالصميم من اهل هاشم
اهل جعفر
وآل علي
وآل عقيل
النخبة
حملهم
عن اصرار
عن اصرار
وعزيمة
بان يقدمهم الواحد تل والاخر للموت للقتال
دفاعا عن دينهم
دفاعا
عن مقدساتهم
انصياعا لامر الله عز وجل
شيرا فيما رسمه الاسلام
من ضرورة التضحية
دفاعا عن مبادئ الرشالة
التي حملها الرسول
وقف الحشين وهو مصر
على ان يقدم الضحايا
يا بطف
واجدها بالضحايا
من اديم الطفوف روض خضيل
تلة من صحابتين
تلة من صحابة وشقيق ورضيع مطوق وشبول
والشباب الفينان
جفف غابة نبعة حلوة
ووجه جميل
وتمشي تستبين الضحايا
وجواك الدماء
منها تسيل
ومشت في شفاهك الغر نجوى
نم عنها التشبيح والتهليل
لك عتبة يا رب
ان كان يرضيك
فهذا الى رضاك قليل
هكذا
هي الصورة
التي رسمها لنا
مؤرخ الطف
عن الحشين وهو يقدم الضحايا مصرا
على ان تكون جماؤهم قرابين لوجه الله
قدم القرابين من اهل محمد
بينما
نحن قد نعتبر من النمارج الفريدة
في تاريخ المسلمين بعض الوقائع
التي ساذكر لك واقع واحدة منها
يقول المؤرخون
لما حدث القتال بين المسلمين وبين القائد رستوم
وجاء باحد اشر المسلمين وهو حنبلة
الاشدي
ومعه ابنه اسير
اوقفوه على رأس القائد رستوم
قال له رستوم يا هدى
لي اليك حاجة
قال قل
قال انظر الى هذه الزاوية ماذا ترى
نظر
قال ارى غراوة
غراوة كيس كبير
جل هذه الغراوة ملأها بالذهب
سوف اعطيها لك
واوليك اي بلد تريد
ولا اريد منك
الا ان تدلني على موضع الضعف في جيش المسلمين
دلني
وين النقطة الضعيفة اللي يمكن الهجوم منها
ولك ما تحب اي ولاية تحب
وهذه الاموال بين يديك
قال لا الامر ايسر من ذلك
سهل انا حاضر
ولكن بشرط
قال وما هو الشرط
قال الشرط
اني اخشى من ولدي هذا ان ينالني بشوء
انا اريد منك ان تخلصني من ابني هذا
تأمر بضرب عنقه
حتى اذا ذهب
اكون انا مطمئن انه لا ينالني منه عقاب
قال لك هذا
امر بابنه فاضجع وقتل
لما قتل
قال قد نفذنا امرك
دلنا على موضع الضعف في جيش المسلمين
فضحك
قال لماذا تضحك
قال اضحك من قلة عقلك
هل رأيت ابا
يشهو بابنه
هذا فلدة كبدي
هذا روحي من الدنيا
انا انما امرتك ان تقتله لانه شاب
الدنيا حلوة في عينيه
ما يجال برعم
امال منفتحة على الحياة
انا خشيت ان تغريه من بعدي
قال اذا
تركته لك عرض بين يديك
رح تعرض الى ضغط واغراء
والضغط والاغراء
رح يخلي يلين ويدلك على عورات جيش المسلمين
احببت انا موت
وانا مطمئن الخاطر ان ولدي مضى على مبدئي
الان طاب لي الموت افعل ما بدلك
وكان موقفا من المواقف التي اكبرها تاريخ المسلمين
ان هناك اب اصر
على التضحية بولده عن علم
وهو يعلم انه سيدبح امام عينيه
فقاشى هذا المنظر الرهيب
من اجل ان
من اجل ان يطمئن
الى ان ولده مضى على مبدئه
وان جيش المسلمين
سوف لا يتعرض الى هزة
نتيجة لاخبار
قد يؤدي الى التعرف على موضع الضعف فيه
انه موقف
ولا شك في انه موقف كريم
ولا شك في انه موقف
يشكره له الله ورسوله
ولكن اين هذا
من عشرات من الاضاحي كان يقدمهم الحسين
الواحد تلو الاخر
ويحملهم على يديه من بعد المصرح
ليضجعهم
ويداه قد تلفعت بدم الشهادة
ثم لا يرفع رأسه الى السماء
ويقول
اللهم ان كان هذا يرضيك فاخذ
حتى ترضى
انها النفس المعطاءة
التي تعودت العطاء في ذات الله
انها الشجنة
التي تنتمي الى شجرة العطاء
في شبيل الاسلام
مواكب الشهداء انحدرت من هذا البيت
مواكب المضحين في شبيل الله
تثالت الواحدة تلو الاخرى
منذ بدء الرشالة
حتى يومك هذا
ودون كما نص عليه التاريخ من مصارع للطالبيين
كلها كانت تستهدف الدفاع
عن دين الله عز وجل
وان ادى الامر الى التضحيات الهائلة
انها مفردة
من مفردات معركة القيام
التي طرحت يوم الطب
وقف الحسين سلام الله عليه
يقدم التضحية كمفردة من مفردات القيام
ويعلم ان الاصرار والعزيمة
وان كلفته ثمن غالي
ولكنها عزيمة مقدسة
واصرار كريم
لانه سوف يعلم الاحرار
المشير على هذا الدرب
ورحم الله الاجيب الذي يقول
وان العلا بالطب من الهاشمن
تأشوا فشنوا للكرام التأشية
نعم
تأشوا
انه موقف
اراد ان يشجله ابو الشهداء
حتى يحمل الاخرين على شلوك هذا المنهج
حتى يكونوا مصرين
على العطاء من اجل بلوغ المأرب
الذي رسمته السماء لرفعة الارض
هكذا
هكذا
كان الموقف
الذي وقفه ابو الشهداء
من المواقف
التي وقفها
او من معركة القيام
التي طرحها
الحشين
سلام الله عليه
تلك المعركة
التي اصر على تمثيلها
يعني
التي اصر اشد الاصرار
على ان تشبق معركة الدماء
نعم
التي اصر
اشد الاصرار
الصراحة بالرأي
وعدم الالتواء بالفكر
بتعبير اخر
نحن نعرف
في تأريخنا
وفي جملة من كتب التأريخ الاخرى
نحن نعرف
ان من يريد ان ينتصر
يستعمل مختلف الوسائل
لجمع الناس من حوله
شواء كان صدقا ام كذبا
بضغط او باغراء
يأتي بالناس
حتى يجعل من الناس دروعا له
نعم
حتى يجعل من الناس ردئا له
يتدرأ به
هذا الذي نعرفه
في جملة من الوقائع
شواء كانت في تأريخنا
ام في تأريخ غيرنا
كانت تستعمل وسائل الضغط
ووسائل الاغراء
في مختلف انواع الاغراء
كل ذلك
حتى يتشنى للمرء ان يجمع اكبر عدد ممكن من الانصار
ولكن
ماذا صنع الحسين يوم الطف
اطلت هذه الليلة
ليلة العاشر من المحرم
والحسين بمجموعة صغيرة من اصحابه
عبر عنهم احد دبائنا
قال لو لم تكن جمعت
كل العلا فينا
لكان ما كان يوم الطف
يكفينا
يوم نهضنا كامثال الاشود به
واقبلت كالدبا
زحفا
اعادينا
جاءوا بسبعين الفا
شل بقيتهم
هل قابلون
وقد جئنا بسبعين
سبعين
هؤلاء
الذين تقدم بهم الحسين يخوض لهواة الحرب
استقبل بهم ذلك الرعيل
جاءت وقائدها العمى
والى حرب الحسين يقودها الجهل
بجحافل بالطف
اولها
واخرها بالشام
الى اخره متصل
نعم
هكذا
وقف الحسين بسلك الثل القليلة
ولكنه
هل خدعهم
هل استعمل الاغراء
هل استعمل الضغط
صعد على المنبر
يقول الامام السجاد سلام الله عليه
سمعت ابي يتكلم قلت لعمتي
اريد من يأخذني اريد اسمع عظمي ماذا يقول
فسمعته يخاطب اصحابه
يقول اصحابي
اثني على الله
احسن الثناء
واحمده بالسراء والضراء
اللهم لك الحمد على ان وهبت لنا اسماعا وافصارا وافئده
فاجعنا لك من الشاكرين
اصحابي
هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا
اصحابي
ان القوم يطلبوني
ولو ظفر بي
لو ظفروا بي لدهلوا عن طلب شواي
اللهم
اللهم اني لا اجد خيرا منهم
ثم قال
ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي
ولينصرف حيث احد
ودعوني انا والقوم
فانضرى له اصحابه
وقف يجابههم بالرأي الصريح
ما هو اول امر هو هذا اعلانا
يعني في واقع الامر ما اختلفت النبرة
من البداية حتى النحظات الاخيرة الخاتمة
هو على منبر مكة
قال وثيقته الشهيرة
خط الموت على ولد ادم
ما خط القلاد على جيد الفتاة
وما اولهني الى اسلافي
اشتياق يعقوب ليوسف
وخير لي مصرع انا لاقيه
كأني بأوصالي هذه
تقطعها عسلان الفلوات
بين النواويش وكربلا
فيملأن مني اكراشا جوفا
واجربة سغبة
لا محيص عن يوم خط بالقلم
رضى الله رضانا اهل البيت
نصبر على بلائه
فيوفينا اجور الصابرين
على ومن كان فينا بادلا مهجته
موطنا على لقاء الله نفسه
فليرحل معنا
فاني راحل مصبحا ان شاء الله
انا ذاهب الى الموت
ما عندي شيء من الاشياء التي اغريكم بها
ليش عندي منصب
ولا اموال
نعم
انا اضمن لكم
الندي
الطاهر الكريم
المكان الكبير بين يدي الله
طيب انا اضمنها لكم
اضمن لكم ان تكونوا في طليعة مواكب اهل الرشول
التي تخرج دفاعا عن دين الله
الا ومن كان فينا بادلا مهجته
موطنا على لقاء الله نفسه
فليرحل معنا
ارأيت الصراحة في الرأي
وعدم الالتواء بالفكر
وعدم الاغراء الباطل الكذوب
وانما مواجهة الحقيقة كما هي
من احب منكم ان ينصرف
فليأخذ بيد رجل من اهل بيتي
كل واحد منكم يأخذ بيد رجل من اهل بيتي
ويذهب حيث احب
فقام له اصحابه
كل منهم اعرب عما في نفسه
عما يعتمل في نفسه
من ولاة ومن حب
ومن اصرار وعزيمة
نعم
ولذلك كان يوم العاشر يردد هذه العبارة
اللهم اني زاحف بهذه الاسرة
مع قلة العدد وخدلان الناصر
اني لا ارى الموت
الا شعادة
والحياة
مع هؤلاء الظالمين
الا شقاء وضرم
اجل اب الشهداء
ان الحياة الخانعة هي الموت
اجل اب الشهداء
ان الحياة التي تتهاوى
تحت بروق المطامع
او تتهاوى
في خنوع ودل
لا هي ليست بالحياة
وانما هي الموت
والموت
المريح وجود
كما يقول احد الشعراء
نعم
وقف الحسين
ليضرب اشمل امثلة
في طرح القيم يوم الطف
وهكذا
بربك تجول
في تأريخ هذه الليلة
في ليلة العاشر
وفي صبيحتها
وانظر الى المواقف
التي وقفها اب الشهداء
ثم
صنف لي اين تقع هذه المواقف
او اين تكون هذه القيام
نعم
ان لم تكن في معركة كرامة
ان لم تكن في معركة
دفاع عن مبادع
وهل الانسان الا مبدأ
وهل الانسان الا موقف
وهل قطرة الدم المتراقص على الاشنة
وهي في العنفوان والعج
دفاع عن مثل من المثل العلياء
الا وهي الفتح
وهذا المعنى
الذي اراده اب الشهداء
عندما كتب الى من
تخلف بالمدينة
كتب اما بعد
فمن لحق بنا منكم استشهد
ومن تخلف لم يبلغ الفتح
اي فتح
اراده اب الشهداء
اي فتح
اراده
الحسين بن علي بن ابي طالب
انه الفتح
الذي حققه هذه الليلة
وسيمر علينا
اب الشهداء اعرني شمعك
لتسمع الدويح حول قبرك
لان يا حسين
اب الشهداء
اعرني شمعك
لتعرف اين انت
اين موقعك
من نفوش المسلمين
اي عرش تركته
لقد تركت القلوب عروشا تحملك
وهي في منتهى الاجلال والاكبار
هذا الفتح
الذي اراده اب الشهداء
مرت السنون
والأيام
والليالي
وأنت دويل
نعم
مرت هذه الحقب
وأنت مثل أعلى
وأنت ألق
كذب الموت
الحسين مخلت
كلما أخلق الزمان
تجد
نعم اب الشهداء
انت المثل الوضاء
انت الذي اذكره رسول الله كوكبا ينقضح في فلكه
ليضيع للأمة طريق العز
هذا الذي اردته
حققته
بعد ان طرح الحسين القيام
ورأى ان القيام اكدت عند هؤلاء
انتقل ليطرح الدم
والدم الواقع وما ضاعه دم
اذا طاح حكم به باهده
وللمجد في جبهات السنين على كل أفق دم شاهده
وقف
وقف بعد ان رأى
ان الكلمة لم تأخذ دورها
رجعه
ليقدم الدم حتى يأخذ الدم الدور
حتى يقوم الدور
على تلك الدماء
وقام الدور على تلك الدماء
ورحم الله الكعبي
يقول خلط الشجاع
بالبراع
فالصليل على الدليل
لسنانه ولسانه
صدقان من طعن وقيل
وأبو المنية شيفه
وكذا الشحاب
أبو السيول
حمل على يديه تلك الدماء الطاهرة
وأخذ يقدم تلك الخرابين
القربان تلو القربان الآخر
وكلما شقط قربان باركه
ومشح الدم والتراب عن وجهه
ووقف
يكرم تلك المصارع المصرعة تلو المصرع
نعم
طرح الدماء
ولكنه جعل الدماء
آخر نبلة في كنانته
لأنه لا يريد للدم
أن يأتي بمبادرة طائشة
وإنما يريد للدم أن يأتي بمبادرة واعية
بعد أن يشتنفذ الوشائل
التي لا بد منها
ثم لا بد من الرجوع بعد ذلك
إلى شيد الموقف
وهو الدم
ووقف الحسين
سلام الله عليه
مصرا على تقديم الدماء
وهنا نشأل
هل ربح الحسين من معركة القيام
ومعركة الدماء
ما أراد أن يحققه
نعم
نعم وألف نعم
لقد ربح أبو الشهداء
بربك أي عمر
بربك أي عمر أخذه أعداء الحسين
إن من ظن أنه قتل الحسين وأخمد صوته
هو القتيل
وهو الذي انخمد صوته
ورأيتك العملاق
جيدا متنعا
ينعى على الأقزام تهطع جيدا
فعلمت أنك نائل ما تبتغي حتما
وإن يكشلك المقدودة
ظنوا بأن قتل الحسين يجيدهم
لكنما قتل الحسين يجيدهم
نعم أبو الشهداء
لقد صرعت أعدائك أمامك
لقد تهاوى أعدائك
تلك العروس
والتيجان
تهاوت
هذه بين أيدينا بقاع الهرض
ورقاع الهرض تحمل آثارك
وآثار من اشترك في واقعة الطف
أبو الشهداء
لقد أدخلت إلى الشام رأسا إلى خريبة
ولكن أين موقع هذا الراش
وأين موقع تلك الخريبة الآن
أين القاصر
أين القاصر الشامخ
الذي جلس عليه من قتلك
وهو يردد ليت أشياخي
ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأشل
لأهلوا واستهلوا فرحا
ثم قالوا يد جيد لا تشل
قد قتلنا القرن من شاداتهم
وعدلنا
ميل بدر فاعتدل
أطل أبو الشهداء
لترى
أين ذاك الذي رنحته الخمرة
وهو يقول أقول لصحب ضمت الكأش شملهم
وداعي صبابات الهوى يترنم
خذوا بنصيب من نعيم ولذة
فكل وإن طال المدى يتصرم
هلما وانظر إلى قبره
اقف على قبره
اقف على الأحجار
التي يتراكم عليها الذباب
والتي
تتوارى بالذل
قبل أن تتوارى بأكداش التراب
وميل
إلى أولئك الشبايا
ميل إلى تلك الرؤوس
التي جئ بها مقطعة
وانظر أين مكانها الآن من نفوش المسلمين
ومن مشاعر المسلمين
قف قليلا
على المرأة الشبيه
التي أدخلت
وهي مربقة بحبل
ومعها أطفالها
هل بالضريح
عقيلة تتمدد
ام صارم
تحت الثرى يتمرد
قف لتسمع الصوت يا أبا الشهداء
صوت أختك التي وقفت معك بالكفاء
تخاطب الجبروت والطغيان
كد كيدك
واسع سعيك
وناصب جهدك
والله لا تمح ذكرنا
ولا تميت وحينا
وهل رأيك
إلا فند
وجمعك إلا بدد
وأيامك إلا عدد
يوم ينادي المنادي
ألا
لعنة الله على الظالمين
نعم
نعم
لقد كسب المعركة
وما هي المعركة
ما هو كسب المعركة
إن كانت ذكرى الخالد
فقد استقطبه أبو الشهداء
وإن كان الصرح الممرد
فهذا الصرح الممرد
هذا الصرح
الذي كم حاول الظالمون هدمه
كم حاول البعض أن يشاويه بالتراب
انتهى والضريح
والإيوان
ماتها والشموخ والعنفوان
إنما تهدم الحجارة
إنما
تهدم الحجارة
والبقية
شموخ
ورفعة
عنوانه
نعم
في واقع الأمر
حيهات أن يتهاوى
ما بناه العز
أو أن يسقط ما بنته الكرامة
يا ابا الشهداء
لقد أصبح حتى قبرك
حتى قبرك يرعب الظالمين
نعم
لقد أصبح قبرك
يمر عليه المتوكل
فلا يقوى على الصمود
ويأمر بأن يحرث
ويمر من قبله من يأمر أن يحرث
ويمر من بعده من يأمر أن يحرث
ولكن هل ذهب قبرك؟
وهل استطاعت الليالي والأيام
أن تخمد ذلك الصوت
أن تدفنه في عفر التراب؟
كلا
وألف كلا
اصغب ربك قليلا
لتسمع الرمل على أرض كربلا
والله
لا أعطيكم بيدي اعطاء الدليل
ولا أثر فرار العبيد
أجل أبا الشهداء
لقد كان فوت الموت شهلا
فرده
إليه الإباء المر
والخلق الوعر
ونفس تعاف الضين
حتى كأنه هو الكفر يوم الروع
أو دونه الكفر
نعم أبا الشهداء
لقد أصبحت أحجار قبرك تخيف الظالمين
ولقد عاش منهجك الذي زرعته يوم الطف
وما يزال يعيش إلى الآن
لقد عاش منهجك إلى الآن
وهو عبارة عن صوت
يتردد في أعماق كل حر
مفاد هذا الصوت
أن الحياة مع الذل موت
والموت مع العز حيات
إذا كان البعض
تصور أنه قطع أوداجك
فقطع بذلك حبل العنفوان
فهو مخطئ غاية الخطأ
نعم
لقد بقي صوتك
وسيبقى الصوت
الهادر
المدوي
الذي هيهات أن تخمده الليالي والأيام
وأي نصر أعظم من هذا النصر أبا الشهداء
ما هو النصر
ذهب يتكدش على أعتاب
وهذا الذهب تلول على قبرك
ماذا
عواطف
نعم
تداعب رملا
هجعت فيه
ودونك فقف في مثل هذه الليلة
لترى شلالات من العواطف
تنشكب على تلك الدماء الطاهرة
وأصوات ترتفع
أشهد لقد اقشعرت
لدمائكم أضلة العرش
مع أضلة الخلائق
أم ماذا
نظرة تمجيد
تنطلق من حناجر مخلصة
اني لا اسمع وأنا هنا
يا حسين
يا حسين
وأي صوت محبب
وملفح بالإخلاص
وملفح بالشجن والخشوع
كهذا الصوت
الذي يخشع في صوفية
ويرتفع في هدير
رافع النظرتك
وأي كشب أعظم من هذا الكشب
إذا كان الكشب معنا
فقد أخدت بالمعامي
او مبنى
فقد أخدت أروع المباني
ام ذكرا خالدا
فقد عشت مثلا اعلى
في نفوس المسلمين
اذا
اذا ناب الشهداء اترعتني دنياك
حتى اذا جئت اناجيك
اجفلت الواحي
وتهاوى شعري
امام خطيب عبقري
اقمته من جراحي
نعم
كل هذا جسده الحسين
في هذه الليلة على واقعة الطف
نعم
اريد ان اعرج بك
اخذ بيدك
واعرج بك على بعض المواقف
التي املكها العاطفة
في ليلة كهذه الليلة
يقول المؤرخون
بات الحسين
وأهل بيته
ولهم دوي كدوي نحل
بين قائم وقاعد
وراكع وساجد
والحسين في محرابه
على الصورة التي رسمها السيد حيدر الحلي
سمت العبيد
من الخشوع عليهم لله
ان ضمتهم الاشحار
فاذا ترجلت الضحى
شهدت لهم بيض القواضب انهم احرار
يقول الشيخ الصدق
على الله مقامه
الحسين في محرابه
وأهل بيته مشغولون بالعبادة
وأقبلت اخته زينب
تتلمس طريقها اليه
لما وقع بصره عليها
وضع القرآن على المحراب
وقام اجلالا لاخته
عجلشها الى جانبه
نظر الى دمعة عبرت في عينيها
قال لا لا اخي لا
لا انت بنت امير المؤمنين
انا اعهدك اعرف من انت
المعدن اللي تنتمين لا اعرفه لا اخي
تعجي بعجاء الله
لا يذهبن بحلمك الشيطان
اعلمي ان اهل السماء لا يبقون
اهل الارض يموتون
ولي ولكل مسلم برسول الله عشوة حسنة
اذا انا قتلت
لا تشقي علي جيبا
لا تخمسي علي وجها
لا تدعين بالويل والثبور وعظائم الامور
صاحت ولو عتاه يبنه
ولو عتاه يبنه
ما راك تاغتصب نفسك اغتصابا
ان ذلك اقرح لقلبي واجران لدمعتي
مد الحسين يده
الى جيبه استخرج من ديلا
مشح به دموع اخته الحورا
فانفجرت باكيا
خو يمشى
اتريد ينشى
باطل النار وحونين
اخذ ذكرك من قلبي
واخذ صورتك من عيني
ايام شنت وياك
انا غيك وتناغيني
شبيدي عايش وياك
من ذيش الايام شباحا
خويا يا صغري الرضعت وياك
الخوة من سدا يا امي
يا وجه العالم القايا
يزول وينجلي يا امي
خويا يا جسم اللذي بردع
ريحة والد وامي
هداها الحسين عزاها
شلاها وبعض التشلية تورية
خرج عنها اتبعته بعينيها
تلاحقه بعينيها
وقد امتلعت عينها بالدمع
يا خويا
وصيت من يحشي يا ينبينا
وصيت من يحشي يا ينبينا
بناء من تجبل الغار علينا
هداها الحسين ارجعها
صار بباب الخيمة نظر الى ابنته شكينة
وقد وضعت رأشها بين ركبتيها
وراحت تنشد نشيدا خفية
قال لها الحسين مهلا بني
مهلا قالت أبا عبد الله أيوا مهلا
وأنا أراك فيل اليتامة ذاهبوا عني
أبوه يقول لا تخفي علي
أهادر وحتى كلابا قد جاء
حبيبي بن مظاهير وجماعة من الصحابة
أحسوا ان هناك حركة غير عادية
شعروا ان عائلة الحسين خايفة ان الحسين سيفارقها
وان الهاشمين سيبعدون عنها
فارادوا إعادة الطمأنين إلى نفوس الفاطميات
امسطوا ظهور خيولهم
وجردوا صوارمهم
وأقبلوا وقفوا بباب الخيمة
صاحبوا السلام عليكم يا أهلنا
السلام عليكم يا عزنا
السلام عليكم يا رحلى لمحمد
إن هذه سيوب غلمانكم
أعلى ولا يغمدها
إلا في صدور من يبتغي الشؤفكم
لما نبر الحسين لذلك صاحبوا خرجنا عليهم يا أهل الله
خرجنا ينادينا دافعوا عن ماء والحمات
وصبنا قبل ان ترحلون
قبل ان على الغبرة تنامون
يحسين من تنور العيون
آخر محطة للحسين هالليلة وين
جي إلى خيمة ولديه الإمام الشجاعد
والإمام الشجاعد علي المشجاعد
لا يقوى على التحرك
دخل الحسين إلى خبائه
نظر إليه وهو مطروح على وشادته
أخذ الحسين شيفه
أراد نعا نفسه من طريق خفيف
أخذ شيفه يسويه بركبته
وهو يقول يا دهر افل لك من خليلي
كم لك بالاشراق والاصيل
من طالب بحقه قتيل
والدهر لا يقنع بالبذيل إلى آخر رجوزته
يقول الإمام الشجاعد
أدركت أن البلاء قد حم
اختنقت بعضرته ولكن كتمتها
أما عمتي زينب
فهي مرأة رقيقة
فانفجرت باكية
وارتفع صوتها بالبكاء
واقبلت مجموعة النشاء
درن حول أبي عبد الله الحسين
اللي يا خويا وصيت من
يحسين بينا
من تجبل الغار
علي أنا حريم وغرب شنو حجين
أحمل ضيعت
ربي
اخواني نتوجه بها الليلة الكريمة
الليلة المشبعة بالعجائم والدموع
نتوجه ونحن نرفع على أيدينا في مقام الفخر
عجائم آل محمد
وفي مقام الخشوع والألم
دموع بنات الرشالة
نستعيد موقفا من مواقف الطف
حاملين على أيدينا مواشات لرسوله الكريم
اللهم بهذه الليلة
وما حفلت به من دماء ودموع
تقبل منا مواشاتا لنبيك يا الله
اللهم اعطنا من كل خير أحاط به علمك
وادفع عنا كل شر أحاط به علمك
اللهم اجعلنا ممن يأخذ بحجة آل محمد
وممن يتأشى بهم وبمباجئهم
اللهم أسبنا على ما يصدر منا هذه الليلة
مواشاتا لنبيك وأهل بيت نبيك
واعطنا من أجل ذلك رضاك يوم نلقاك
المؤسسون تقبل اللهم عملهم
ولأماتهم مع أمات الجالسين والمسلمين
بلغ اللهم الجميع ثوابا الفاتحة
كربلا يا كربلا يا كربلا
كربلا يا كربلا
كربلا يا كربلا يا كربلا كربلا
كربلا يا كربلا يا كربلا كربلا
كربلا نزل في كربل وبلا كربلا
كربلا