الشيخ أحمد الوائلي عالم دين وخطيب ومفكر عراقي، ولد في النجف الأشرف عام 1928م، وتوفي عام 2003م. يعد من أبرز خطباء المنبر الحسيني في العصر الحديث.
ينتمي الشيخ أحمد الوائلي إلى قبيلة بني ليث العدنانية. فهو أحمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود الوائلي الليثي الكناني المضري العدناني. من قبيلة بني ليث العدنانية. جده الأكبر هو ليث بن بكر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان جد العرب. وبذلك فان قبيلة الشيخ الوائلي ترتبط مع قبيلة قريش (جد النبي محمد -ص-) في جده كنانة (المعروف ب قريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة) من جانب، ومن جانبٍ ثانٍ فانه من ذرية النبي اسماعيل بن النبي ابراهيم (عليهما السلام).
ولد الشيخ أحمد الوائلي في النجف، يوم 17 من ربيع الأول 1347 هـ/3 سبتمبر 1928 م في مدينة النجف أبرز المعاقل العلمية لدى الشيعة الإمامية، وقد كان لنشأته في هذه البقعة الأثر الكبير على حياته.
نشأ في بيئة علمية دينية وجمع بين الدراستين الحوزوية والأكاديمية، حيث أنهى تعليمه النظامي سنة 1952م، ثم حصل على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه سنة 1962م، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية التابع لجامعة بغداد عن رسالته "أحكام السجون بين الشريعة والقانون" سنة 1969م، ثم حصل على شهادة الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عن أطروحته "استغلال الأجير وموقف الإسلام منه" سنة 1972م.
جمع الشيخ الوائلي الدراستين الحوزوية والأكاديمية معا. فبعد أن أنهى تعليمه النظامي في سنة 1952 م، حصل على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وذلك بعد أن التحق بكلية الفقه التي تخرج منها سنة 1962 م، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية التابع لجامعة بغداد وكانت رسالته تحت عنوان (أحكام السجون بين الشريعة والقانون) سنة 1968 م، ثم حصل على شهادة الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عن أطروحته (استغلال الأجير وموقف الإسلام منه) سنة 1972 م.
وأكمل أبحاث ما بعد الدكتوراه ليحصل على درجة الأستاذية ليدرس الاقتصاد حاصلا على الدبلوم العالي من معهد الدراسات والبحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية عام 1975 م. ثم عيّن أستاذاً للعلوم الإسلامية والاقتصاد الإسلامي ودرّس في تخصص علوم القرآن وتفسيره في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن ICIS (المتأسسة عام 1987) وأشرف على العديد من أبحاث التخرج ورسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه فيها.
وأما بالنسبة إلى الدراسة الحوزوية الإسلامية، فقد درس علوم القرآن وحفظ آياته في الكتاتيب من قبل أستاذه الشيخ علي قفطان في مسجد الشيخ علي نواية على سفح جبل الطمة بالنجف.
ومن ثم درس مقدمات العلوم العربية والإسلامية كاللغة العربية وعلومها و الفقه والعقائد والأخلاق، وبعض العلوم الصرفة، وكان أساتذته كلاً من:
الشيخ علي ثامر، الشيخ عبدالمهدي مطر، الشيخ هادي شريف القرشي، الشيخ علي محمود سماكة، الشيخ محمد سعيد مانع، الشيخ علي ثامر الخاقاني، الشيخ عبد الجليل العادلي، السيد كاظم الحبوبي، السيد كاظم كشكول.
ثم انتقل إلى مرحلة السطوح العليا بدراسته لأصول الفقه والفقه المقارن والفلسفة والمنطق، ومن أساتذته:
السيد علي مكي العاملي، السيد محمد تقي الحكيم، الشيخ علي كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين المظفر، الشيخ محمد رضا المظفر، الشيخ محمد تقي الإيرواني، الشيخ حسين زاير دهام.
ثم أنهى دراسته الحوزوية بمرحلة البحث الخارج فحضر المباحث الفقهية ومباحث الأصول الفقهية لكبار المجتهدين من المراجع في وقتها أمثال:
آية الله السيد محسن الحكيم، وآية الله الشيخ محمد طاهر آل راضي، وآية الله الميرزا السيد حسن البنجوردي، وآية الله السيد محمد باقر الصدر، ثم آية الله السيد أبو القاسم الخوئي.
تصاهر الشيخ الوائلي عام 1948م من المرحومة العلوية أم محمد حسين الطالقاني (1924-1998م) كريمة المرحوم السيد مهدي الطالقاني، من أسرة آل الطالقاني الحسينية النجفية.
وتصاهر عام 1953م من المرحومة العلوية أم سمير الشبلي (1923-1981م) كريمة المرحوم السيد محمد الشبلي الحسيني، من أسرة آل الأشبال الحُسينين الكربلائية.
وتصاهر عام 1979م من المرحومة الحاجة أم جمانة العتابي (1950-2013م) كريمة المرحوم الشيخ جعفر العتابي، من أسرة آل عتاب الكوتية.
للشيخ الوائلي أبناء أربعة هم: سمير الوائلي (1954-1999م)، والشهيد محمد حسين الوائلي (1954-1983م)، وعلي الوائلي (1963-2019م)، ومحمد حسن الوائلي، بالإضافة إلى ثماني بنات.
بدأ الوائلي مشواره الخطابي من السن العاشرة في مدينة النجف الأشرف حينما كان يقرأ مقدمات الخُطب قبل والده الخطيب الشيخ حسون الوائلي (1892-1963).
ومن ثم أخذ يقرأ مقدمات المجالس في مستهل منابر بعض الخطباء ذات الشهرة كالخطيب الشيخ مسلم الجابري (1913–1963)، والخطيب الشيخ محمد الكاشي، ومن ثم القراءة مع الخطيب الشيخ جواد القسّام (1908-1982)، ومن بعده الخطيب الشيخ باقر سليمون البهبهاني (1899-1972)، ثم القراءة مع الخطيب السيد حسن شبر (1908-1984)، والخطيب الشيخ عبود النويني (1891-1953)، والخطيب الشيخ مهدي البديري (1898-1966).
إلى أن تلقى الخطابة بشكلها التام على يدي الخطيب الكبير الشيخ محمد علي القسام (1873-1954) والخطيب الشهير الشيخ محمد علي اليعقوبي (1896-1965).
ثم أخذ الشيخ الوائلي يرتقي منبر الخطابة بمفرده وهو في سن السابعة عشر فقرأ في مجالس النجف، وكربلاء، والحلة، والديوانية، والكوت، وميسان، والناصرية، والسماوة. حتى انتقل إلى القراءة في مجالس العاصمة بغداد، ومدينة البصرة.
ومن ثم توجه إلى الخطابة في خارج العراق حيث بدأ مجالسه الأولى في دولة الكويت عام 1949 م، ومنها لباقي دول الخليج كـ: الامارات، وقطر، وعُمان، والبحرين، ثم توجّه إلى إلى دول: لبنان، وسوريا. وتعداهما إلى أوروبا وتحديداً في المملكة البريطانية.
وعلى مدى أكثر من نصف قرن من عمره الشريف، فقد أنشأ مدرسةً خطابيةً جديدةً امتازت باختلافها عن سابقتها بكونها مدرسة منبرية تجمع ما بين البحث العلمي الموضوعي والخطابة الحسينية والشعر والأدب مع شواهدٍ من الواقع المعاش الممزوج بالمواقف الوطنية والقومية من القضايا الراهنة وذلك بعيدة عن التشنج وإثارات النعرات الطائفية والعِرقية باعتماد أسلوبِ الخطاب المعتدل المبرّز لمبادئ التعايش السلمي المجتمعي. متخذاً من: الكلمة السواء، الاعتدال، الوسطية، منهجا له.
حتى خلف الوائلي أكثر من 1500 مبحث ومحاضرة وخطبة صوتية، تحتفظ بها وتنشرها حسابات مؤسسة أسرة الشيخ الوائلي الفكرية والموقع للشيخ الوائلي www.al-waely.net.
يقول محمد سعيد الطريحي في موسوعته (الموسم، المجلد 2-1، 1982 م):
يتميز شعر الدكتور الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقه الديباجة، فهو يُعنى كثيراً بأناقة قصائده، وتلوين أشعاره بريشة مُترفة. وهو شاعرٌ ذو لسانين فصيحٍ ودارج، وأجاد وأبدع بكليهما، ويجري الشعر على لسانه مجرى السهل الممتنع بل ويرتجله ارتجالاً.
كما ورسم الشاعر الوائلي قصائده المنبرية بريشة الفنان المتخصّص الخبير بما يحتاجه المنبر الحسيني من مستوى الشعر السلس المقبول جماهيرياً وأدبياً، فكانت قصائده في أهل البيت طافحة بالحرارة والتأثير.
والقارئ لأشعار الشيخ الوائلي يجد أن الشيخ تناول موضوعات مختلفة في شعره، فمن المواضيع السياسية والأجتماعية، والقصائد الإخوانية، والمدائح النبوية، ومدح أهل البيت عليه السلام، وكذلك رثاء الإمام الحسين عليه السلام، و وحدة الأمة الإسلامية، وكان في كل هذه الموضوعات شاعرا مبدعا.
وله دواوين شعرية مطبوعة منها: "ديوان الشعر الواله في حب النبي وآله" وديوان "إيقاع الفكر".
بسبب الظروف السياسية العصيبة التي سبّبها نظام البعث وعلى رأسه صدام في العراق في نهاية السبعينيات، هاجر الشيخ الوائلي سنة 1979م إلى العاصمة السورية دمشق فأقام فيها مدة 24 سنة. وخلال هذه الفترة حلّ في عددٍ من البلدان التي أحيى فيها مواسم الخطابة وهي: الكويت، الإمارات، البحرين، قطر، عُمان، لبنان، والمملكة المتحدة البريطانية.
وفي حوار لعواجل برس مع نجل الشيخ الوائلي سئل عما إذا وجهت دعوات من دول إسلامية أخرى له وهو كان متواجدا في الكويت؟ فأجاب الشيخ محمد حسن: "توجهت دعوات كثيرة، وعلى وجه الخصوص تلك التي توجهت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت كثيرة الاعتزاز بالشيخ الوائلي وكانت دائما توجه له الدعوة وتهيئ له طائرة خاصة لنقله لكنه كان يقول بالنص لي شخصيا في إحدى المناسبات: (آني عندي عائلة بالعراق.. وسفري إلى جمهورية إيران سيكلفني أن أتعب عائلتي..) والكل يفهم ويعرف هذا الشيء في ذلك الوقت وما هو نوع التعب.. ولم يسافر إلى إيران منذ عام سفره حتى لحظة وفاته..وكان كله شوق لزيارة إمامنا الثامن الإمام الرضا عليه السلام، وكان ذلك واضح في أشعاره وعلى وجه الخصوص أثناء مرضه".
تأثر بمنبر الشيخ الوائلي العديد من خطباء المنبر الحسيني، أمثال: الدكتور الشيخ فاضل المالكي، والدكتور الشيخ باقر المقدسي، والشيخ ابراهيم النصيراوي، والسيد عامر الحلو، والسيد مضر الحلو، والشيخ محمد رضا الخفاجي، وغيرهم.
أما من تلمّذ عنده بشكلٍ منتظمٍ فهم أربعة خطباء: الشهيد الشيخ عبد الرزاق القاموسي، والسيد حسن الكشميري، والسيد قاسم الغريفي، والدكتور فيصل الكاظمي.
بعد سقوط نظام البعث في العراق سنة 2003 م، عاد الوائلي إلى موطنه إلاّ أنه وبعد فترة قصيرة من عودته توفي ظهيرة يوم الإثنين 14 جمادي الأولى 1424 هـ/ الموافق 14 تموز 2003 م، في مدينة الكاظمية ببغداد.
وشيّع تشييعا مهيبا في مدينة الكاظمية، ثم في مدينة كربلاء ثم النجف حيث وارى جثمانه الثرى في مدينة أمير المؤمنين عليه السلام في داخل الصحن المحيط بمرقد كميل بن زياد صاحب الإمام علي عليه السلام.
ولادة الشيخ أحمد الوائلي في النجف الأشرف، العراق (3 سبتمبر).
ارتقى منبر الخطابة في سن الرابعة عشر وبدأ مسيرته الخطابية.
أنهى تعليمه النظامي وبدأ التركيز على الدراسة الحوزوية والأكاديمية.
حصل على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه.
حصل على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية التابع لجامعة بغداد.
حصل على شهادة الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
حصل على درجة الأستاذية والدبلوم العالي من معهد الدراسات والبحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية.
غادر العراق إلى سوريا بسبب الظروف السياسية في بداية عهد صدام حسين.
وفاة الشيخ أحمد الوائلي في الكاظمية ببغداد (14 يوليو) ودفن في النجف.
طور أسلوباً جديداً في الخطابة المنبرية يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين العلم والأدب.
ألف العديد من الكتب والدراسات في مختلف المجالات الدينية والأدبية والتاريخية.
عمل أستاذاً في جامعة بغداد، وأشرف على العديد من الرسائل الجامعية.
كان شاعراً مجيداً، وله ديوان شعر يضم قصائد في مختلف الأغراض.
المصدر الرئيسي للمعلومات: ويكي شيعة